ماجد عبد الله

هو نجم نجوم المنتخب السعودي لكرة القدم ولاعب نادي النصر السعودي ماجد أحمد عبدالله الذي ولد في جدة في 1 نوفمبر من عام 1959 وهو اللاعب الذي أطلقوا عليه العديد العديد من الألقاب مثل السهم الملتهب والجوهرة السوداء وجوهرة العرب وكذلك لقب بيليه الصحراء لبراعته في تسجيل الأهداف ، سواء باختراق التحصينات الدفاعية أو بالتسديد القوى أو بتحويل الكرة برأسه في زاوية خالية من حارسها فهو هداف خطير وقناص فظيع يجيد تسجيل الأهداف بكافة الطرق الممكنة والغير ممكنة !!

حصل ماجد عبدالله على شهرة آسيوية واسعة بهدفه الرائع في مرمى الصين في نهائي بطولة أمم آسيا 1984 بسنغافورة يوم استقبل ماجد الكرة من وسط الملعب وراوغ كل من قابله من لاعبي المنتخب الصيني وسجل هدفاً لا تنساه البطولة الأسيوية أبداً أبداً ويومها قال المعلق السعودي أن ماجد عبدالله كسر الطاقم الصيني فنجان ورا فنجان !!

ماجد عبدالله يعد أحد أبرز اللاعبين الذين أنجبتهم الملاعب الخليجية ورصيده في دورات الخليج 20 هدفاً سجلها في خمس دورات خليجية شارك فيها الكابتن ماجد وهذا يضعه على رأس قائمة هدافي البطولة ويليه اللاعب الكويتي الكبير جاسم يعقوب برصيد 18 هدفاً وبذلك يتربع ماجد على قائمة النجوم الذهبية الذين أنجبتهم البطولة وتكفى الأهداف الخمسة التي سجلها في مباراة واحدة في مرمى قطر بالدورة الخامسة لتأكيد نجوميته المبكرة وتؤكد على أنه قناص يحسب له مدافعوا الفرق الأخرى ألف حساب ..

حصل ماجد عبدالله على لقب أفضل لاعب في آسيا لثلاث مرات على التوالي وكان أول مهاجم عربي يسجل ثلاثة أهداف رأسية في مباراة دولية واحدة وكانت مباراة السعودية والهند بالإضافة إلى أن ماجد هو أول لاعب عربي يحرز خمسة أهداف في مباراة واحدة وكان ذلك في مرمى المنتخب القطري في الدورة الخامسة من دورات الخليج ..

لم يحصل ماجد على كل هذا الصيت والزخم الإعلامي لأنه كان يهز الشباك ويسجل الأهداف فقط ولكن ماجد بالإضافة إلى كونه يلعب كمهاجم وقناص من الدرجة الأولى ولكن في الوقت ذاته كان يعمل كمدرب داخل الملعب للفريق وقائد روحي لزملائه من اللاعبين فهو يوجههم أثناء المباريات ويحفزهم نحو الفوز ويصنع لهم الأهداف ويضع دائماً الكابتن ماجد مصلحة الفريق أمام عينيه في كل المباريات التي يخوضها سواء أكانت مع ناديه العريق نادي النصر السعودي أو مع منتخب السعودية الذي تقف خلفه ملايين الأرواح المتلهفة للفوز بالبطولات ..

بدأ حياته حارساً للمرمى إلى أن أتى أحد الأيام الذي طلب منه مدربه أن يترك حراسة المرمى ويتحول للهجوم فما كان منه إلا أن انصاع لأوامر المدرب وأثبت جدارته وقوته في منطقة الهجوم وأعلن من يومها عن صداقة جديدة مع الشباك التي يزورها ماجد عبدالله في أغلب المباريات التي يخوضها وهكذا تحول حارس المرمى المغمور إلى أشهر مهاجم في تاريخ الكرة الآسيوية حتى الآن !!

نشأ ماجد في أسرة رياضية تعشق شيئاً يسمى كرة قدم وقد كان والد ماجد عبدالله عاشقاً لكرة القدم وممارساً لها من خلال عمله كحارس لنادي الأهلي السعودي ومن بعدها انتقل لنادي النصر إلى أن استقر به الحال كمدرب لفريق النصر السعودي بعد اعتزاله كرة القدم ولذلك كان أمام الصبي الصغير المسمى ماجد طريقاً واحداً فقط .. إنه الطريق الذي تعشقه الأسرة والطريق الذي امتهنه الوالد والطريق الذي يعشقه ماجد عبدالله حتى النخاع .. إنه طريق الصغيرة المستديرة .. إنها كرة القدم ولا شيء غيرها !!

استفاد ماجد عبدالله من والده كثيراً فقد تعلم منه المبادىء الأساسية الصحيحة لكرة القدم وتعلم منه الانضباط والالتزام واستفاد منه كذلك في شيء أهم وأكبر من كل ذلك وهو الأخلاق التي يجب أن يكون عليها لاعب كرة القدم ولذلك كان ماجد عبدالله مثالاً يحتذى به في الأخلاق الطيبة والسلوكيات المستقيمة التي يجب أن يكون عليها الرياضي خارج وداخل نطاق المستطيل الأخضر ..

كان حلم ماجد كبيراً وكانت طموحاته عظيمه .. ولذلك كان لابد له من بداية وبدايته كانت مع نادي النصر السعودي الذي انضم إليه كلاعب مبتدىء إلى أن جاء موعد الانضمام الرسمي وفي إحدى معسكرات الفريق في لندن يتألق ماجد ويسرق الأنظار إليه ويختاره المدرب في التشكيلة الأساسية ولكن ظهرت الإصابة اللعينة لتقف في وجه ماجد الذي صبر حتى تعالج وتشافت الإصابة تماماً ليعود بقوة الصاروخ وعزم الأبطال إلى المستطيل الأخضر فيبدع مع حبه وعشقه الأصفر نادي النصر السعودي وينضم أخيراً نحو الفريق الأخضر .. ذلك الفريق العظيم ويبدأ ماجد في كتابة أول حرف في سجل الإنجازات مع المنتخب السعودي ..

بدأ ماجد عبدالله مشواره مع الأخضر السعودي في الدورة الآسيوية في بانكوك فكانت هذه أول مشاركة رسمية له مع المنتخب السعودي ويومها ظهر بمستوى لا بأس به ولكنه لم يقنع الكثير من النقاد والجماهير ولكن تناسى الجميع أنها المرة الأولى التي يشارك فيها هذا اللاعب اليافع مع الفريق فوقع أسيراً للرهبة والخوف ولكنه سرعان ما أظهر معدنه الأصيل لجميع من انتقده ليسكت جميع الألسن الناقدة ليشارك مع المنتخب السعودي في دورة الخليج الخامسة التي أقيمت في العراق ويلعب هذا الشاب بقوة وحماس ويقود الهجوم السعودي رغم صغر سنه ليفوز على الإمارات وعمان ويحرق الشباك القطرية بسبعة أهداف نظيفة بالإضافة إلى تعادل مع الكويت والبحرين وخسارة وحيدة من العراق ويومها ظهر نجم جديد في سماء دورات الخليج إنه السهم الملتهب .. الصاروخ المنطلق نحو البطولات .. ماجد عبدالله .

في دورة الخليج التاسعة كان ماجد عبدالله مصاباً فتحامل على نفسه من أجل مصلحة فريقه وأخذ ينافس النجم الكويتي المعروف فيصل الدخيل على لقب الهداف إلى أن جاء المهاجم الإماراتي المتميز فهد خميس ليخطف الللقب من الإثنين وفي تلك الدورة سجل ماجد عبدالله أربعة أهداف كانت كفيلة بدفع المنتخب السعودي الذي لم يقدم ذلك المستوى المقنع نحو احتلال المركز الثالث ..

بعد أن انتقل ماجد للعب من حارس للمرمى في بداية مشواره إلى مركز رأس الحربة ارتدى الفانلة رقم 9 ورغم حبه لهذا الفانيلة إلا أنه تخلى عنها في بعض المباريات بناء على أوامر مدربه مانيلي الذي طلب منه ارتداء الرقم 20 في إحدى المباريات الدولية وقد كانت مباراة المنتخب السعودي والصيني في أحد البطولات الآسيوية فقد تنامى إلى علم المدرب السعودي مانيلي أن مدرب منتخب الصين أعطى أوامره للاعبيه بمراقبة اللاعب السعودي رقم 9 وهو ماجد عبدالله لما بلغه من براعة هذا اللاعب وخطورته أمام الشباك .. ومع بداية المباراة بدأ لاعبوا الصين في مراقبة صاحب الرقم 9 بناء على أوامر مدربهم بينما يصول ويجول ماجد عبدالله في ملعب الفريق الصيني تحت الفانيلة رقم 20 إلى أن انتبه المدرب الصيني للخدعة ويغير خطته في الشوط الثاني من المباراة وتنقلب النتيجة لصالح المنتخب الصيني الذي فاز بالمباراة بأربعة أهداف مقابل هدفين للمنتخب السعودي ..

لطالما حلم ماجد عبدالله بحلم رائع يحلم به الكبار .. والكبار فقط هم الذين يحلمون باللعب في بطولة كأس العالم ولكن لم يكتب للمنتخب السعودي الوصول إلى نهائيات كأس العالم في عهد ماجد عبدالله إلى أن وصل ماجد إلى سن اليأس الكروي وعندها تمكن أبناء السعودية من الوصول إلى بطولة كاس العالم في الولايات المتحدة الأمريكية ويومها شارك ماجد عبدالله مشاركة شرفية في مباريات البطولة وحقق أحد أغلى أمنياته وهو اللعب في كأس العالم .. وما أجملها من امنية تحققت لك يا كابتن ماجد ..!!

بقي أن نقول أن ماجد عبدالله كان من أكثر لاعبي العالم لعباً للمباريات الدولية وينافس في ذلك المصري حسام حسن والألماني لوثر ماتيوس ولكن بسبب بعض المشاكل الإحصائية مازال موضوع لقب عميد لاعبي العالم محصوراً بين هؤلاء الثلاثة والكفة مائلة نحو اللاعب السعودي العظيم ماجد عبدالله الذي نصب أخيراً كعميد للاعبي كرة القدم في العالم وبذلك يضيف ماجد عبدالله إنجازاً جديداً إلى إنجازات كبيرة ويضع وساماً آخر إلى قائمة لا تنتهي من الأوسمة والنجاحات التي حققها لاعب عربي كبير اسمه ماجد عبدالله !!